القمة السعودية الإفريقية اطار جديد للتنمية في افريقيا

ميرنا أحمد 24 نوفمبر 2023

باحثة في المركز الأفريقي للابحاث (أكريس)

القمة السعودية الإفريقية اطار جديد للتنمية في افريقيا

ترتبط المملكة العربية السعودية بعلاقات مع القارة الأفريقية منذ عقود ولكن يمكن القول أن هذه العلاقات تم توطيدها في العصر الحديث منذ السبعينيات من القرن الماضي، وتعتبر زيارة الملك السعودي الراحل" فيصل بن عبد العزيز " للسودان في عام 1965 وجولته في أنحاء القارة الإفريقية عام 1972 من العلامات المميزة في تاريخ العلاقات السعودية الإفريقية  [1]، وقد برز اهتمام المملكة المتزايد بالقارة الإفريقية في الآونة الأخيرة منذ تعيينها لوزير الدولة السعودي للشئون الإفريقية "أحمد قطان" في 27 فبراير 2018 من قبل الملك "سلمان بن عبد العزيز" والذي كان يشغل منصب السفير السعودي بجمهورية مصر العربية سابقاﹰ، وقد قام بعدة جولات لإفريقيا منذ تعيينه مثل زيارته لدول الساحل: موريتانيا وتشاد والنيجر ومالي وبوركينا فاسو عام 2020 ، ثم زيارته للسودان عام 2021.

واستمراراﹰ لتوثيق العلاقات فقد أطلقت المملكة "القمة السعودية الافريقية" وهي الأولي من نوعها يوم الجمعة الموافق 10 نوفمبر 2023 في مدينة الرياض بهدف تعزيز التعاون المشترك بين المملكة والدول الإفريقية وتطوير العلاقات في مختلف المجالات والارتقاء بها إلى مرحلة الشراكة الاستراتيجية بين الطرفين [2]، وقد نتج عن تلك القمة العديد من المخرجات والنتائج التي سوف يتم التطرق اليها في السطور التالية من خلال عدد من النقاط هي:

- نبذة عن تاريخ العلاقات السعودية الافريقية.

- أهم الدول الافريقية التي تُشكل مصدر اهتمام للمملكة العربية السعودية.

- القمة السعودية الإفريقية الأولي وأهم نتائجها ومخرجاتها.

- خاتمة

أولاﹰ: نبذة تاريخية عن العلاقات السعودية الإفريقية  

تلتقي العلاقات السعودية الإفريقية في العديد من القضايا السياسية والاقتصادية والثقافية حيث تربطهما آواصر التعاون والروابط التاريخية منذ عقود من الزمن ، وتقوم المملكة العربية السعودية بدعم القارة الإفريقية ودفع عجلة التنمية والاقتصاد في الدول الإفريقية ، وإبراز مكانتها إيماناﹰ من قبل المملكة بما تتمتع به القارة من موارد ومقومات طبيعية وإمكانات هائلة وفرص نمو مستقبلية وموقع جغرافي متميزعالمياﹰ، وقد أنصب التعاون بين الطرفين على مجالات محددة كان من أهمها المجال الاقتصادي والتجاري وظهر ذلك من خلال تزايد حجم التبادل التجاري بين الطرفين في السنوات الأخيرة والذي بلغ نحو 74.735 مليار ريال سعودي أي بما يعادل 20 مليار دولار خلال عام 2023[3] .  ايضا كان المجال التعليمي ومؤخرا السياسي من بين تلك المجالات وفيما يلي نتناول توضيح لذلك التعاون في هذه الجوانب. 

- المجال الاقتصادي

-  قدمت المملكة العربية السعودية دعم تنموي بأكثر من 45 مليار دولار في العديد من القطاعات الحيوية وقد انتفعت منه نحو 46 دولة أفريقية خلال 50 عاماً [4] ، وعلي سبيل المثال بناء وتجهيز مدارس ثانوية للبنات في النيجر، وإنشاء وتجهيز مستشفى مرجعي للأم والطفل في غينيا ،  وتوسعة أنظمة نقل وتوزيع المياه في رواندا ، بالإضافة إلي تنفيذ مشروع خط نقل الكهرباء بين مدينتي كياكا وبيناكو في تنزانيا وغيرها.[5] 

-  قامت المملكة العربية السعودية بتوفير الغذاء لأكثر من 750 مليون إنسان في إفريقيا، [6] ، علي سبيل المثال حصلت كينيا على مليوني دولار من المساعدات التي تبرعت بها المملكة لافريقيا بالتعاون مع برنامج الغذاء عام 2006 .[7]

- سعت المملكة إلي دعم وإيجاد حلول مبتكرة لتخفيف ومعالجة أزمة الديون الإفريقية وظهر ذلك جلياﹰ أثناء رئاستها لمجموعة العشرين ( (G20لعام 2020 حيث قامت باطلاق مبادرة من أجل تعليق مدفوعات خدمة الدين للدول النامية خلال جائحة كورونا لاسيما للدول الافريقية ذات الدخل المنخفض ، بالإضافة إلي اطلاقها لمبادرة الإطار المشترك لمعالجة الديون وإعادة هيكلتها في العديد من الدول مما ساهم في توفير سيولة عاجلة إلي الدول الأشد فقراً وكان من بينها 38 دولة إفريقية. [8]

-  ارتفعت الصادرات السعودية غير النفطية، مثل قطاعات الكيماويات والبوليمرات ومواد البناء والحبوب والمنتجات الغذائية، إلى إفريقيا بمعدل نمو سنوي قُدر بنحو 5.96% خلال الفترة من 2018 إلى 2022 ليصل إلي 31.94 مليار ريال سعودي.[9]  

- برز اهتمام المملكة العربية السعودية بمستقبل القارة الأفريقية خاصة خلال مشاركة ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير "محمد بن سلمان" في قمة "مواجهة تحدي نقص تمويل أفريقيا " الذي عُقد في باريس عام 2021 .[10]

- المجال السياسي والأمني    

-   تم تشكيل نحو 16 لجنة مشتركة ومجلسي تنسيق وسبعة مجالس أعمال في إطار تعزيز العلاقات الجيوسياسية بين المملكة والدول الافريقية ، كما تم التوقيع على أكثر من 250 اتفاقية تعاون بين الطرفين في المجالات الاقتصادية والسياسية والتنموية وفقاﹰ لوكالة الأنباء السعودية . [11]

-  سعت المملكة العربية السعودية في حل الصراعات في القارة الأفريقية في المجال السياسي والأمني ، ويعد أبرزها  توقيع اتفاق جدة للسلام بين إثيوبيا وإريتريا في 16 سبتمبر 2018 لإنهاء الصراع بين  الدولتين الذي استمر لعقود طويلة. [12]

-  واستكمالاﹰ لحل النزاعات في القارة الإفريقية فقد أعلنت وزارة الخارجية السعودية في مايو 2023 عن طرح مبادرة مشتركة للمملكة السعودية والولايات المتحدة الأمريكية لإحلال السلام وإنهاء الحرب ومحاولة التوصل لحل سلمي في الحرب الدائرة بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، ولكن بسبب عدم الاستجابة من قبل الاطراف المتصارعة للتهدئة والهدن التي أعلن عنها تم توقيف المحادثات في جدة، ثم استأنفت مرة آخري في 29 اكتوبر لاستكمال المحادثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة جدة مرة أخرى بهدف إنساني لوقف إطلاق النار والوقف الدائم للأعمال العدائية بما يحقق الأمن والاستقرارفي البلاد.[13]

- أعلنت المملكة العربية السعودية صراحة عن دعمها وتأييدها لانضمام الاتحاد الافريقي كعضو دائم في مجموعة العشرين ((G20 في دورتها الثامنة عشر التي عقدت في سبتمبر الماضي وبالفعل تم قبول عضوية الاتحاد الافريقي لمجموعة العشرين .[14]

- المجال التعليمي والإنساني

-  بلغ عدد الطلاب والطالبات السعوديين المبتعثين الدارسين في الجامعات الإفريقية نحو 3956 طالباً وطالبة ، كما تستضيف 23 جامعة حكومية سعودية نحو 2795 طالباً وطالبة من 49 دولة أفريقية وفقا لبيانات وزارة التعليم السعودية .[15]

-  بلغت قيمة جهود المملكة فيما يخص الإغاثة والأعمال الإنسانية أكثر من 450 مليون دولار في 46 دولة إفريقية.[16]

- مجال العلاقات الدبلوماسية

أقامت المملكة العربية السعودية سفارات في عدة دول إفريقية لتعزيز العلاقات الدبلوماسية وتقوية التعاون المشترك وتوفير خدمات للمواطنين السعوديين في دول القارة. فقد بلغ عدد سفاراتها نحو 27 سفارة سعودية في القارة الإفريقية وتتوزع في القارة في كل من مصر والسودان والجزائر وجنوب إفريقيا والجابون وليبيا ونيجيريا و كينيا وأثيوبيا وجيبوتي وتنزانيا وتونس ومالي وبوركينا فاسو وغانا وتشاد وجزر القمر وساحل العاج وغينيا وموريتانيا والمغرب وموزمبيق والسنغال وأوغندا وزامبيا والكاميرون وموريشيوس.[17]

ثانيا: أهم الدول الافريقية التي تُشكل مصدر اهتمام للمملكة العربية السعودية

تحرص المملكة علي بناء الشراكات مع الدول الإفريقية لاسيما الدول النفطية بما في ذلك نيجيريا وأنجولا اللتان تحتلان المراكز الأولي في إنتاج النفط في القارة الإفريقية، كما تحظى مصر بأهمية خاصة بالنسبة للمملكة العربية السعودية نظرًا لتاريخ العلاقات الممتد بين البلدين والذي تم تتويجه في عام 1926 بتوقيع اتفاقية صداقة بين البلدين[18]، ايضا تعد جنوب إفريقيا شريكاﹰ استراتيجياﹰ للمملكة منذ زيارة رئيس جنوب افريقيا الأسبق "نيلسون مانديلا" للمملكة عام 1994 وتتركز العلاقات بينهما علي التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري والتعاون العسكري[19]، وبالنسبة للسودان فتربطهما علاقات تعاون في مجالات الاستثمار والتجارة والتنمية فضلاﹰ عن محاولات المملكة الساعية لحل أزمة السودان الداخلية ووقف نزيف الحرب بها من خلال الوساطة بين طرفي الصراع واستضافتهما في محاولات سلام جدة، وأخيراﹰ وليس أخراﹰ تقوم المملكة العربية السعودية بتقديم الدعم الإنساني والإغاثي للصومال بالإضافة إلي محاولاتها لتخفيف ديونها كما ظهر جلياﹰ في القمة العربية الثانية والثلاثين التي عُقدت في مايو 2023 [20] .

أبرمت المملكة العربية السعودية العديد من اتفاقيات التعاون مع الدول الافريقية مثل توقيع الصندوق السعودي للتنمية اتفاقية لتمويل مشروع إنارة عامة باستخدام الطاقة الشمسية في جمهورية أفريقيا الوسطى في اكتوبر 2022 [21] ، وتوقيع مذكرة تفاهم بين السعودية وجنوب إفريقيا للتعاون في مجال التنمية الاجتماعية في ابريل 2023 وتوقيع مذكرة تفاهم بين المملكة والسنغال في مجال تشجيع الاستثمار المباشر في فبراير 2023[22]

ثالثاﹰ :القمة السعودية الإفريقية الأولي وأهم نتائجها ومخرجاتها

استضافت مدينة الرياض القمة السعودية الافريقية الأولي يوم الجمعة الموافق 10 نوفمبر 2023 بحضور رؤساء دول نيجيريا وكينيا وزامبيا وجيبوتي وموريتانيا ورئيسي وزراء إثيوبيا والنيجر ووزير خارجية مصر ورئيس مجلس السيادة السوداني ومشاركة رواندا وسيشيل وغيرهم من الدول الإفريقية [23] ، تأتي هذه القمة كجزء من استراتيجية المملكة لتعزيز الروابط مع الدول الإفريقية وتوفير فرص للتعاون المشترك ، وتُعد هذه القمة امتداداﹰ لاستضافة المملكة للقمم الدورية والاجتماعات الوزارية مع مختلف الكتل الدولية في ظل الرؤية الجديدة التي تنتهجها المملكة في عهد الملك سلمان ورئيس الوزراء وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وفيما يلي أهم نتائج ومخرجات القمة السعودية الإفريقية في الجوانب الاقتصادية والسياسية والأمنية.

أهم مخرجات ونتائج القمة علي المستوي الاقتصادي

تم خلال القمة توقيع اتفاقيات في مجالات متعددة منها في مجال الطاقة مع نيجيريا وتشاد والسنغال وإثيوبيا، وتوقيع موزمبيق لاتفاقية تمويل مع الصندوق السعودي للتنمية كما ظهر جلياﹰ في مخرجات القمة السعودية الافريقية وفيما يلي أهم النتائج الاقتصادية.

·  التعهد بضخ استثمارات سعودية جديدة في مختلف القطاعات بما يزيد عن 25 مليار دولارأمريكي بالإضافة إلي تمويل وتأمين نحو 10 مليارات دولار من الصادرات السعودية إلى القارة الإفريقية حتى عام 2030.[24]

·   سيقوم الصندوق السعودي للتنمية بتمويل مشاريع تنموية في القارة الإفريقية تُقدر بقيمة 5 مليارات دولار حتى عام 2030 .[25]

·  إطلاق مبادرة "خادم الحرمين الشريفين الإنمائية"  في إفريقيا من خلال إطلاق مشروعات وبرامج إنمائية في القارة بقيمة تتخطي مليار دولار على مدار العشر سنوات القادمة. [26]

·   بحث سبل تعزيز وتطوير العلاقات مع الدول الإفريقية من خلال مجالات الاستثمار والفرص المتاحة في ضوء رؤية المملكة  2030. [27]

·   وافقت المملكة على سلسلة من صفقات الاستثمار النيجيرية، بما في ذلك صفقة لتجديد مصافي النفط الأربعة في نيجيريا بجانب الإتفاق علي وديعة مالية لدعم إصلاحات الحكومة النيجيرية في مجال النقد الأجنبي، فضلاﹰ عن توقيع  وزير الطاقة السعودي الأمير "عبد العزيز بن سلمان" على اتفاقيات أولية في مجال الطاقة مع نيجيريا والسنغال وتشاد وإثيوبيا.[28]

·   وقعت وزارة المالية الموزمبيقية اتفاقية تمويل بقيمة 158 مليون دولار مع صندوق التنمية السعودي لبناء مستشفيات وسد[29] ، وأعلنت الرياض عن مساعدتها لغانا ودول أخرى في سداد ديونها.

· تأييد قادة الدول الإفريقية لطلب المملكة العربية السعودية باستضافة معرض (إكسبو2030) في مدينة الرياض وترحيبهم بترشح المملكة العربية السعودية لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2034 .[30]

- وفيما يتعلق بأهم التوصيات المتعلقة بهذا الجانب: 

·  أشادت الدول الأفريقية على الدورالذي قامت به المملكة العربية السعودية و مجموعة دول (أوبك بلس) في تعزيز موثوقية أسواق البترول العالمية واستقرارها ، وتطلعهم إلي إيجاد سبل لمجالات التعاون المشترك في مجال الطاقة المتجددة كطاقتي الرياح والشمسية والطاقة الكهربائية.[31]

·  التأكيد علي أهمية تفعيل التعاون المشترك في مجالات النقل والخدمات اللوجستية لاسيما مجال الربط الجوي والنقل البحري والموانئ لتحقيق المصالح المشتركة بين المملكة والدول الأفريقية.[32]

·   تعزيز الجهود المشتركة بين المملكة و الدول الأفريقية لتنمية الاقتصاد الرقمي وتسهيل الوصول إلي الحلول الرقمية. [33]

·  تأكيد قادة الدول الأفريقية على ضرورة تعزيز الرقابة الغذائية والدوائية في دول القارة الأفريقية في اطار تعزيز برامج التنمية المستدامة وتخفيض معدلات الفقر.[34]

- أهم مخرجات ونتائج القمة علي المستوي السياسي والأمني

·  اعلان المملكة العربية السعودية عن نيتها زيادة عدد السفارات السعودية في القارة الأفريقية من 27 إلى أكثر من 40 سفارة خلال الفترة القادمة.[35]

·  زيادة الدعم الإفريقي للقضية الفلسطينية: حيث أكد المشاركون في القمة علي ضرورة إنهاء السبب الحقيقي للصراع المتمثل في الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والدعوة إلي الوقف الفوري للعمليات العسكرية والعدائية في قطاع غزة ، إلي جانب ضرورة تكثيف الجهود من أجل الوصول إلى تسوية عادلة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي ، مع التشديد على أهمية السماح للمنظمات الدولية الإنسانية في تقديم مساعداتها الإنسانية والإغاثية إلى الشعب الفلسطيني .[36]

·   التأكيد علي ضرورة احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. [37]

·  تنسيق الجهود والتعاون لاسيما في المجالات الدفاعية، مع التأكيد على ضرورة توحيد الجهود لمحاربة الإرهاب والتطرف بجميع صوره من أجل تحقيق الأمن والسلام الدوليين واتخاذ كافة التدابير اللازمة للحد من الجرائم الإرهابية. [38]

·   التأكيد علي أهمية التعاون في مجال الأمن البحري بهدف تعزيز وسلامة البيئة البحرية لاعتبارها أحد العوامل الأساسية لاستقرار الدول.[39] 

·  التشديد علي ضرورة تكاتف العمل لمكافحة كلاﹰ من الجرائم وتهريب المخدرات وغسيل الأموال وشبكات التهريب الدولية ، بالإضافة إلي متابعة ودراسة وضع اللاجئين ومعالجة الهجرة غير الشرعية والحد من قرصنة السفن والاتجار بالبشر من أجل تحقيق الأمن في البلاد. [40]

- خاتمة

وفي الختام يبدو أن المملكة تسعي إلي إيجاد فرص جديدة للتوسع خارج منطقة نفوذها التقليدي داخل قارة أسيا واستثماراتها المعتادة في أوروبا ، متسلحة بقدراتها المالية الوفيرة وفي ذات الوقت الرؤية الجديدة للإدارة السعودية الحاكمة حالياﹰ، في ظل قيادة الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان رئيس الوزراء، التي تريد خلق مجال استثماري للمملكة في كافة المناطق الحيوية والغنية بالثروات ومن أبرزها القارة الإفريقية. 

لذلك ووفقا لما تم ذكره في السطور السابقة يتضح أن السعودية دخلت ساحة التنافس على موارد القارة الأفريقية بما في ذلك التنافس مع بعض دول الجوار في منطقة الخليج العربي من أجل إيجاد بصمة فريدة ومتميزة للمملكة والتواجد في الأماكن الاستراتيجية التي قد تصل إلي أعماق القارة الافريقية. لعل ذلك التنافس قد يكون من ضمن أهم الاسباب لإعلان المملكة يوم الثلاثاء الموافق 7 نوفمبر تأجيل القمة العربية الافريقية الخامسة إلي وقت لاحق والتي كان من المقرر أن تنعقد في الرياض خلال الشهر الجاري، وليس فقط  كما يفسر البعض بأن الخلاف بين المملكة المغربية والجزائر حول مشكلة الصحراء وحضور أومشاركة جبهة البوليساريو هو السبب الرئيسي فهذا سبب من الأسباب ولكن ليس السبب الرئيسي.

وهكذا يبدو أننا أمام عالم تعود فيه مرة آخري العلاقات الثنائية للصدارة في العلاقات الدولية لتتغلب علي المصالح الجماعية نظراﹰ لأن الجميع وسط كل هذه الأحداث العالمية المتسارعة وغير المتوقعة يسعي لتوطيد علاقاته علي المستوي الثنائي تأميناﹰ لمصالح بلاده ومواطنيه، فقد يرى قادة الدول أن هذا النهج هو ما يحقق مصالح مستدامة وأكثر فائدة.

وبالتالي فإن القمم الدورية والمؤتمرات الدولية والفعاليات السعودية المُنعقدة خلال السنوات الأخيرة تعكس مدى رغبة المملكة في تعزيز التعاون مع الدول كافة بوجه عام ومع الدول الإفريقية بوجه خاص في المجالات المشتركة، بما في ذلك مجالات التجارة والاقتصاد والاستثمار والتنمية والأمن ، حيث أن المشاركة في  هذا النوع من الفعاليات يساهم في البحث عن فرص جديدة للتعاون ودفع العلاقات الثنائية وتعزيز الروابط الاقتصادية والأمنية بين المملكة والأطراف الدولية الآخري.

المصادر 

[2] https://www.spa.gov.sa/N1995044

[3] https://www.spa.gov.sa/en/N1994050

[4] https://www.spa.gov.sa/N1995044

[5] https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF/4659106-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D9%85%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D8%A5%D9%86%D9%85%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7-%D8%A8%D9%80533-%D9%85%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%B1

[6] https://asharq.com/politics/71916/%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%A9-%D8%A5%D9%86%D9%85%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%86-%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D9%8A/

[7]https://web.archive.org/web/20060928002214/http://saudiembassy.net/2006News/News/ForDetail.asp?cIndex=6325

[8] https://www.spa.gov.sa/en/N1994050 

[9] https://www.spa.gov.sa/N1995044

[10] https://www.spa.gov.sa/en/N1994050

[11] https://www.spa.gov.sa/en/N1994050

[12] https://www.spa.gov.sa/en/N1994050

[13] https://asharq.com/politics/70971/%D8%A8%D8%AF%D8%A1-%D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%AF%D8%AB%D8%A7%D8%AA-%D8%AC%D8%AF%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B9%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%B9/

[14] https://www.spa.gov.sa/N1995044

[15] https://www.spa.gov.sa/en/N1994050

[16] https://asharq.com/politics/71916/%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%A9-%D8%A5%D9%86%D9%85%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%86-%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D9%8A/

[17] https://embassies.net/saudi-arabia-in-africa

[18] https://www.sis.gov.eg/Story/105/Egypt-and-Saudi-Arabia?lang=en-us

[19] https://sabq.org/saudia/g7jbsarnmo

[20] https://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=19052023&id=7d3a2f53-a188-4a94-b972-f40e68d79dc7

[21] https://www.al-monitor.com/originals/2022/10/saudi-economic-relations-sub-saharan-africa-continue-grow

[22] https://ncar.gov.sa/treaties-list

[23] https://foreignpolicy.com/2023/11/15/saudi-arabia-africa-mbs-debt-investment-development/

[24] https://www.spa.gov.sa/N1995044

[25] https://www.spa.gov.sa/N1995044

[26] https://www.skynewsarabia.com/business/1669255-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%86-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AB%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%AA%D9%85%D9%88%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%84%D8%A7%D9%95%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7-%D8%A8%D9%8041-%D9%85%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%B1-%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%B1

[27] https://asharq.com/politics/71914/%D9%88%D9%84%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%87%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A-%D9%8A%D8%B4%D8%AF%D8%AF-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%88%D9%82%D9%81-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%B1-%D8%A8%D8%BA%D8%B2%D8%A9-%D9%88%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84/

[28] https://foreignpolicy.com/2023/11/15/saudi-arabia-africa-mbs-debt-investment-development/

[29] https://foreignpolicy.com/2023/11/15/saudi-arabia-africa-mbs-debt-investment-development/

[30] https://www.spa.gov.sa/N1995044

[31] https://www.spa.gov.sa/N1995044

[32] https://www.spa.gov.sa/N1995044

[33] https://www.spa.gov.sa/N1995044

[34] https://www.spa.gov.sa/N1995044

[35] https://asharq.com/politics/71916/%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%A9-%D8%A5%D9%86%D9%85%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%86-%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%B1%D9%8A/

[36] https://www.spa.gov.sa/N1995044

[37]   https://www.spa.gov.sa/N1995044

[38] https://www.spa.gov.sa/N1995044

[39] https://www.spa.gov.sa/N1995044