![عين على أفريقيا عدد خاص الكونغو الديموقراطية](https://acress.org/uploads/topics/17382586576243.png)
جمهورية الكونغو الديموقراطية: ردود أفعال الدول الكبرى والمنظمات الدولية تجاه أعمال العنف الدائر فى غوما.
30 يناير 2025
تعرضت العديد من السفارات التابعة لكل من الولايات المتحدة ورواندا وفرنسا وبلجيكا وكينيا، فى كينشاسا عاصمة جمهورية الكونغو الديموقراطية، إلى هجوم يوم الثلاثاء الماضى من قبل المتظاهرين المنددين بالصراع الدائر فى شرق البلاد. حسبما ذكرت مصادر دبلوماسية لوكالة فرانس برس. وأفاد مراسل رويترز أن الشرطة الكونغولية استخدمت القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتطاهرين.
وأكد وزير الخارجية الفرنسى "جان نويل بارو"، فى حديثه لقناة إكسترا، "أن السفارة الفرنسية فى كينشاسا تعرضت صباح اليوم لهجوم من قبل المتظاهرين، مما تسبب فى حريق تمت السيطرة عليه الآن، وأن هذه الهجمات غير مقبولة". وأضاف قائلا "نبذل كل ما فى وسعنا لضمان سلامة عمالنا ومواطنينا، وأنه من جهتها تم إلغاء الخطوط الفرنسية لجميع رحلاتها إلى برازافيل وكينشاسا".
ودعت السفارة الأمريكية فى رسالة نشرتها عبر موقعها على الإنترنت، الرعايا الأمريكيين إلى مغادرة جمهورية الكونغو الديموقراطية، كما وصفت رئيسة الدبلوماسية للاتحاد الأوروبى (كايا كالاس)، الثلاثاء، أن "الهجمات على السفارتين غير مقبولة"، كما أدانت كينيا تلك الهجمات معربين عن شعورهم بالقلق العميق.
كما أدان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقى، الذى عقد اجتماعا طارئا يوم الثلاثاء، العنف الناجم من حركة إم 23، داعيا إياها إلى "نزع السلاح". كما دعا الاتحاد الافريقى إلى "الاحترام الكامل لسيادة جمهورية الكونغو الديموقراطية ووحدتها وسلامة أراضيها".
وقد اتهمت جمهورية الكونغو الديموقراطية فى جلسة مجلس الأمن الدولى الطارئة رواندا بالتورط بشكل مباشر فى الهجوم الذى تقوده جماعة إم 23 فى غوما.
وشددت (تيريز كايكواي فاجنر)، وزيرة خارجية جمهورية الكونغو الديمقراطية، على خطورة الوضع، مستشهدة بملايين النازحين وآلاف آخرين عالقين فى المدينة المحاصرة، والتى تفتقر إلى الموارد الأساسية. ومن بين الإجراءات التى طالبت بها كينشاسا هى فرض عقوبات محددة على مسؤولى حركة إم 23 والضباط الروانديين المتورطين فى الهجوم، بالإضافة إلى فرض حظر على استغلال وتصدير الموارد المعدنية الكونغولية من قبل رواندا.
وقد أعربت عدة دول أفريقية عن دعمها لجمهورية الكونغو الديمقراطية، مؤكدة على الحاجة إلى استجابة سريعة وحاسمة من مجلس الأمن لحل هذه الأزمة. وقد أدانت القوى الدولية، بما فى ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، علنًا تصرفات رواندا.
ولا تزال منطقة شمال كيفو، الغنية بالمعادن الضرورية للتكنولوجيا العالمية، غير مستقرة حيث تتنافس ما يقرب من 100 جماعة مسلحة من أجل السيطرة على الأراضى.
ومن جهتها، حثت مجموعة شرق إفريقيا، المجتمعة فى قمة استثنائية حول موضوع الأزمة فى شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، الحكومة الكونغولية بشدة على التحدث مع "جميع أصحاب المصلحة، بما فى ذلك حركة إم 23".
كما عقدت كينيا اجتماعًا يوم الأربعاء بين رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي ونظيره الرواندي (بول كاغامي). لكن الرئيس الكونغولى، فيليكس تشيسيكيدي، لم يشارك فى الاجتماع، "ورئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية لن يشارك فى قمة [المؤتمر عبر الفيديو] لرؤساء دول المجموعة الإفريقية"، رسميا "لأسباب تتعلق بجدول الأعمال"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الكونغولية ظهر اليوم.
وعلى الرغم من أن شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية غنية بالموارد الطبيعية، إلا أنها واجهت الصراعات والتمردات لأكثر من ثلاثين عامًا. وقد أعلن المفوض السامى للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، (فيليبو غراندي)، يوم الثلاثاء: "لقد نزح نصف مليون شخص إضافى هذا الشهر وحده".
كما حذرت الأمم المتحدة يوم الثلاثاء من أن الوضع الإنسانى فى غوما "مثير للقلق للغاية"، وتركز الآن مهامها على حماية المدنيين. كما أعربت الأمم المتحدة عن "قلقها" إزاء نقص الغذاء فى عاصمة إقليم شمال كيفو والمناطق المحيطة بها، بعد تعليق أنشطة المساعدات الغذائية.
جمهورية الكونغو الديموقراطية: فيليكس تشيسكيدى يخرج عن صمته منددا بهجمات حركة إم 23 واصفا الحركة ب "الدمية"
كان من المقرر أن يتم إلقاء أول خطاب علنى لرئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، (فيليكس تشيسيكيدي)، منذ أن أعلن عن الهجوم الذى شنته حركة إم 23 فى شرق البلاد بشكل خاص للاستيلاء على غوما، المدينة الذى يزيد عدد سكانها عن مليون نسمة، ذلك الهجوم الذى استمر عدة أسابيع بمساعدة من القوات الرواندية.
بعد إلغاء اجتماع أزمة مع الرئيس الرواندي بول كاغامي، تحدث رئيس الدولة الكونغولية يوم الأربعاء 29 يناير فى خطاب تم بثه على الهواء مباشرة على شاشة التلفزيون. صرح فيليكس تشيسيكيدي قائلا: "يجري الآن رد قوي ومنسق ضد هؤلاء الإرهابيين ورعاتهم". وأضاف: "يواجه شرق بلادنا، ولا سيما مقاطعات شمال كيفو وجنوب كيفو وإيتوري، تدهورًا غير مسبوق فى الوضع الأمنى". ووفقا له، أكد أن "العنف قد يؤدي إلى "التصعيد المباشر" فى منطقة البحيرات العظمى".
كما دعا الرئيس الكونغولى إلى "التعبئة"، كما استنكر "تقاعس المجتمع الدولى"، معتبرا أن "السلبية بمثابة التواطؤ". وندد أيضا بوجود "آلاف الجنود الروانديين على الأراضى الكونغولية"، واصفا حركة إم 23 بأنها "دمية". وندد بـ"الانتهاك الصارخ لميثاق الأمم المتحدة والإهانة للقيم العالمية".
حيث دخل مقاتلو حركة إم 23 وحلفاؤهم الروانديون إلى غوما مساء الأحد. وكانت المدينة الواقعة بين بحيرة كيفو والحدود مع رواندا محاصرة منذ عدة أيام. ولكن بعد أيام من القتال العنيف عاد الهدوء يوم الأربعاء. وكانت العديد من الجثث ملقاة على الأرض فى الشوارع، حسبما أفاد صحافيون من وكالة فرانس برس.
وقد خلفت الاشتباكات فى غوما أكثر من 100 قتيل ونحو ألف جريح، بحسب تصريحات المستشفيات. ووفقا للأمم المتحدة، نزح أكثر من نصف مليون شخص بسبب القتال منذ بداية يناير.
وأثار التقدم السريع لحركة إم 23 والقوات الرواندية دعوات عديدة لوقف القتال. وطلبت الأمم المتحدة والولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبى وأنجولا من كيجالى سحب قواتها. ومع ذلك، انتقد رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية المجتمع الدولى مساء الأربعاء. وقال: "إن صمتكم وتقاعسكم [فى مواجهة] وحشية نظام كيغالى، يشكل إهانة لجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وفى تحد للضغوط الدولية المتزايدة، فتحت حركة إم 23 جبهة جديدة، يوم الأربعاء، من خلال الاستيلاء على قريتى كينيزير وموكويجا فى مقاطعة جنوب كيفو المجاورة لإقليم شمال كيفو وعاصمته غوما، وفقا لمصادر محلية. ومع هذا التقدم الجديد، الذى لم يؤكده الجيش الكونغولى ولا حكومة كينشاسا، قد تجد العاصمة الإقليمية بوكافو والمطار القريب نفسيهما مهددين.