جاءت انتخابات 7 سبتمبر 2024 في الجزائر في سياق سياسي واجتماعي معقد داخليا وخارجيا. فقد دعا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى انتخابات رئاسية مبكرة، وهو قرار أتاحه الدستور، وجاءت الدعوة في ظل تحديات داخلية وخارجية تحتاج إلى مواقف قوية وثابتة لمواجهة التهديدات الإقليمية والدولية. وشملت عملية التحضير للانتخابات مراجعة شاملة للهيئة الناخبة، مع تسجيل زيادة في أعداد الناخبين داخل وخارج الجزائر. ومع ذلك، لوحظ انخفاض في مشاركة الشباب، وهو ما يعكس تحديات في إشراك هذه الفئة في العملية السياسية.
كما شهدت الانتخابات منافسة بين تبون ومرشحين آخرين مثل عبد العالي حساني شريف من حركة مجتمع السلم ويوسف أوشيش من جبهة القوى الاشتراكية. كل مرشح قدم برنامجه الانتخابي الذي تضمن رؤى مختلفة لتطوير الجزائر في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لتأتي نتائج الانتخابات وتفرز فوز الرئيس عبد المجيد تبون بنسبة مرتفعة، والتي تم الطعن عليها من قبل المرشحين الآخرين الذين أشاروا إلى تلاعب محتمل في النتائج، لكن جاءت النتائج النهائية بعد مراجعة المحكمة الدستورية لتؤكد حصول المترشح المستقل عبد المجيد تبون على الأغلبية المطلقة. وهذا ما تتناولة الورقة البحثية في محورها الثالث موضحة ابز نقاط التشابه والاختلاف بين برامج المترشحين الثلاث.
بالاضافة إلى تحليل للنتائج التي أظهرتها الانتخابات من حيث عدد الناخبين وتصنيفهم والتغيرات التي طرأت على المشاركة السياسية في العملية الانتخابات لأبرز الولايات الجزائرية.
وأخيرا، يأتي تقييم أهم الانجازات التي قام بها الرئيس تبون في فترة رئاسته الأولى (العهدة الأولى) وما هي أهم التحديات التي منالمتوقع أن تواجهها الجزائر خلال فترة رئاستة الثانية سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي. حيث سعى الرئيس عبد المجيد تبون لتحقيق إصلاحات واسعة خلال عهدته الأولى (2019-2024)، وركزت تلك الإصلاحات على تعزيز المؤسسات الدستورية وتطوير العلاقات بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، إلى جانب مكافحة الفساد ودعم انخراط الشباب في الحياة السياسية. كما تميزت فترة حكم الرئيس عبد المجيد تبون بالتواصل المباشر مع المجتمع المدني والإعلام، حيث قام بزيارات ميدانية للتفاعل مع المواطنين، وكانت هذه الجهود جزءًا من استراتيجية أكبر لتحسين صورة الجزائر إقليميًا ودوليًا عبر سياسة خارجية شفافة. اقتصاديًا، حققت الجزائر نموًا ملحوظًا، حيث ارتفع الناتج المحلي الإجمالي إلى 260 مليار دولار في 2023 مع توقعات للوصول إلى 400 مليار دولار بحلول 2027. وقد ساهمت الإصلاحات في القطاع الفلاحي والتعدين بشكل كبير في هذا النمو، حيث تم استغلال الموارد الطبيعية وتطوير البنية التحتية، وهي استراتيجية شملت أيضًا تعزيز الاستقلال الاقتصادي من خلال تقليل الاعتماد على الواردات وتشجيع الإنتاج المحلي، كما ألغى القيود على الشراكات الأجنبية في الاستثمار، مما فتح المجال أمام الاستثمارات الدولية في الجزائر.
وتتناول الورقة البحثية التالية العملية الانتخابية في الجزائر والمراحل التي مرت بها وما هي أهم التحديات المتعلقة بالمرحلة المقبلة للمترشح الفائز وذلك في عدد من المحاور هي:
- مبررات الدعوة للانتخابات الرئاسية المبكرة في الجزائر.
- الاستعداد للانتخابات الرئاسية
- الحملات والبرامج الانتخابية للمتنافسين على الرئاسة وأهم نقاط الاختلاف والاتفاق فيما بينهم
- تحليل لنتائج الانتخابات الرئاسية في لجزائر وأبرز المؤشرات بها
- التحديات التي تنتظر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في عهدته الثانية
فقد شهدت عهدة الرئيس عبد المجيد تبون الأولى (2019-2024) تحولات هامة على الصعيدين الداخلي والخارجي في الجزائر. فبالرغم من أن البعض يرى أن جهود الرئيس تبون قد ساهمت في تعزيز أركان الدولة الجزائرية من خلال تعديل الدستور وتعزيز دور المؤسسات الرقابية والقضائية، كمحاربة الفساد وتكريس مبدأ الفصل بين السلطات. كما عرفت الحياة السياسية حركية ملحوظة عبر تعديل قانون الانتخابات وتمكين الشباب من المشاركة الفاعلة في صناعة القرار.
وأن البلاد حققت نمواً ملحوظاً انعكس إيجاباً على قيمة الدينار الجزائري. وما شهدته القطاعات الاستراتيجية كالفلاحة والتعدين من انتعاشاً بفضل تشجيع الاستثمار وتوفير المناخ الملائم للنمو. بالاضافة إلى محاولات الجزائر استعادت دورها الفاعل على الصعيد الدولي في القضايا الإقليمية والدولية، كما توضح الورقة البحثية، إلا أنه على الرغم من هذه الإنجازات، لا تزال الجزائر تواجه عدة تحديات على رأسها الاعتماد المفرط على عائدات النفط والغاز وارتفاع معدلات البطالة خاصة في أوساط الشباب وغيرها من التحديات مع تحليل لدوائر السياسة الخارجية الجزائرية خلال العهدة الثانية. لتحميل الدراسة بالكامل يرجى الضغط على الرابط التالي 👇